السبت، 26 ديسمبر 2015

موضوع الفتوى: حكم قضاء المتراكم من الصوم في عدة سنوات.

 موضوع الفتوى: حكم قضاء المتراكم من الصوم في عدة سنوات.

 

 

 

 قضاء الصوم , قضاء المريض , قضاء المراة ,صيام النساء ,

السؤال

أنا امرأة في سن الثالثة والأربعين، في السنوات الثلاثة عشرة الماضية كنت مريضة وكنت ﻻ أستطيع الصيام وكنت أصوم من رمضان أيام وبعدها أمرض، وكان الدكتور يمنعني من الصيام، أما الآن فقد تعالجت من مرضي، فكيف سأبرئ ذمتي من الصيام الذي فاتني، وهي أيام كثيرة وستكون شاقة علي، فهل أستطيع التصدق بدلًا من الصيام وجزاكم الله خيرًا.

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم
أختي السائلة: أعزك الله بطاعته، ووفقنا وإياكِ إلى مرضاته، وبعد:
لا رخصة لكِ في الإطعام ما دمتِ قادرة على قضاء الصيام؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، أي: من كان مريضًا أو مسافرًا فأفطر من صيامٍ واجبٍ فعليه القضاء بعدد الأيام التي أفطر، ولا يُصار إلى الإطعام إلا عند العجز عن قضاء الصيام، مع التذكير أن تَكْلَفِي من القضاء ما تطيقين، فإذا شق عليكِ فأفطري، وامضي على هذا السَّنَن، فإذا رأيتِ من نفسكِ عجزًا عن القضاء لطعنٍ في السن وضعفٍ في العافية تزيد بالصومِ، فَحَسْبُكِ فدية الصيام؛ لقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، وقد أَوَّلَهَا بعض أهلِ العلمِ على إضمار (لا) فيكون المعنى: وعلى الذين لا يطيقون الصيام أداءً ولا قضاءً، فدية من طعام، وهي مد من تمرٍ أو نحوه عن كل يومٍ يفوتُ فيه الصيام.
ولقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «...فَمَا أَمَرْتُكُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ...»، والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق