الجمعة، 27 فبراير 2015

خطبة يوم الجمعة مكتوبة اليوم 27/2/2014

خطبة يوم الجمعة عن أخلاقيات التعامل , خطبة يوم الجمعة مكتوبة مختصرة , دعاء خطبة يوم الجمعة , خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ السديس , خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ محمد حسان ,  خطبة الجمعة مكتوبة pdf , خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة جدا


خطبة يوم الجمعة مكتوبة اليوم 27/2/2014
الخطبة الأولى

الحمد لله ذي الجلال والكمال، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا).

أيها المسلمون: لقد امتن الله تعالى على أمة الإسلام فجعلها أمة وسطا، قال سبحانه:( وكذلك جعلناكم أمة وسطا).  فخصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح السبل، فالوسطية مزية كبرى، وفضيلة عظمى، وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم باتباع النهج المعتدل، وسلوك الطريق الأوسط، وهو الأفضل، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا، وخط خطين عن يمينه، وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده في الخط الأوسط، فقال:« هذا سبيل الله». ثم تلا هذه الآية:( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). فسبيل الله تعالى هو الدين الذي أنزله رحمة للعالمين، مشتملا على الوسطية والسماحة، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:« أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة». أي: التي لا حرج فيها ولا تضييق، والوسطية سمة من سمات المتقين الأبرار، وصفة من صفات الأئمة الأخيار، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عليكم بالنمط الأوسط -أي الطريق الأوسط- فإليه ينزل العالي، وإليه يرتفع النازل. فما أجمل أن نتمسك بهذه الخصلة، فنكون معتدلين في أمورنا، متحلين بالوسطية في جميع شؤوننا. يقول الشاعر:

عليك بأوساط الأمور فإنها       طريق إلى نهج الصواب قويم

عباد الله: إن للوسطية سمات كثيرة، ومعالم عديدة، يجدر أن نتعرف عليها، فمنها التيسير ورفع الحرج، فاليسر قرين الوسطية والاعتدال، قال الله تعالى:( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالتيسير، ونهانا عن التعسير في نصوص كثيرة، فقال صلى الله عليه وسلم :« يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا». وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم المتشددين فقال:« هلك المتنطعون». كررها ثلاثا. ولذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نهينا عن التكلف. فطوبى لمن سلك طرق الاعتدال والتيسير، ففاز بالوسطية ونجا من التشدد.

أيها المصلون: إن الوسطية مبدأ جميل، يربي النفوس على أرقى القيم وأسماها، كالصدق والوفاء، والكرم والسخاء، والرفق واللين، والرحمة والرأفة، والعدل والإنصاف، والارتقاء بالنفس نحو الأخلاق العلية، وترك الغضب والانتقام، وتغليب جانب العفو والصفح، قال الله تعالى:( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين). وقال النبي صلى الله عليه وسلم :« ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا». والوسطية جمال في التعامل، ورقي في السلوك، تحث صاحبها على اختيار أنسب الكلمات، وأليق التصرفات، قال الله تعالى:( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا).

عباد الله: إن صور الوسطية تشمل جميع مناحي الحياة، ومنها: الاعتدال في الإنفاق، والابتعاد عن الإسراف والإقتار، قال الله تعالى:( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) وقال سبحانه:( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا).

فالاقتصاد في الإنفاق، والحرص على الموارد، وترشيد الاستهلاك، والمحافظة على الثروات من تمام الوسطية والاعتدال.

أيها المسلمون: ولا تقتصر الوسطية على التعامل مع المسلمين فحسب، بل تشمل التعامل مع الناس جمعيا، بالبر بهم، والإحسان إليهم، قال الله تعالى:( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين). وقد أغلظ النبي صلى الله عليه وسلم في تأثيم من يتعرض بالأذى لغير المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم :« ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة».

أيها المصلون: إن التمسك بالوسطية يقتضي ترك الغلو والتشدد، وما يتصل بذلك من جرأة في التكفير، واستباحة للدماء، وليعلم المتشددون أنهم بعيدون عن روح الإسلام وسماحته، مخالفون لوسطيته ونقائه، كيف لا وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: « إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه». وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من مسالك التشدد أشد التحذير فقال صلى الله عليه وسلم:« من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله». وقال صلى الله عليه وسلم:« إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردءا للإسلام غيره إلى ما شاء الله، فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك». قيل: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال:« بل الرامي».

فاللهم وفقنا للتمسك بطريق الوسطية، وأعنا على التحلي بالأخلاق الزكية، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن للوسطية ثمرات كثيرة على الفرد والمجتمع، فهي سبب لحصول  الخيرات، وبلوغ المصالح والغايات، وتحقيق الاستقرار والتلاحم، ونشر التآلف والتراحم، وبالوسطية تعصم الأنفس، وتصان الدماء، وتحفظ الأموال والأعراض، ويغلق الطريق أمام الأفكار المنحرفة والهدامة، وهي طريق الاستقامة على الدين، بها يهتدى إلى ما يحبه الله تعالى ويرضاه، وتنال الحياة الطيبة الهانئة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون). ولقد من الله تعالى علينا في هذا المجتمع الكريم بنعمة الوسطية والاعتدال، حتى توحدت الصفوف، وتآلفت القلوب، وساد الاستقرار، وعم الرخاء والازدهار، فالتمسك بمبدإ الوسطية، وتربية أبنائنا وبناتنا عليه، وتقدير النعم التي نعيش فيها حق قدرها، وشكرها كما ينبغي حفظ لها، وسبب لزيادتها، قال الله تعالى:( لئن شكرتم لأزيدنكم).

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» وقال صلى الله عليه وسلم:« لا يرد القضاء إلا الدعاء».

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير يا رب العالمين.

اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.

اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.

اللهم إنا نسألك المغفرة والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك.

اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.

اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين.

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.

عباد الله: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).

اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق