‏إظهار الرسائل ذات التسميات خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ السديس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ السديس. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 19 يونيو 2015

وتزودوا فإن خير الزاد التقوى




وتزودوا فإن خير الزاد التقوى

 خطب, خطبة الجمعة, خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ السديس, خطبة يوم الجمعة عن, خطبة رمضان ,خطبة شهر رمضان , الخطبة الاولى في شهر رمضان ,خط , خطبة ,خطبه ,خطبة اليوم ,خطبة يوم ,درس , خطبة عن التقوى ,


الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، جعل الصيام جنة، وخصص للصائمين بابا موصلا إلى الجنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكبير المتعال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، الداعي إلى أفضل الأعمال، وأحسن الأقوال، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السمـوات والأرض أعدت للمتقين).
أيها المسلمون: لقد أنعم الله تعالى علينا ببلوغ رمضان، وشرع لنا فيه أنواع الخير والإحسان، فهو نعمة عظيمة، ومنة كريمة، فحري بالمرء أن يشكر خالقه على شهود هذه النعمة، ويحسن اغتنامها في الخيرات، واستثمارها في الطاعات، فرمضان ليس له في الشهور معادل، ولا لأيامه في الخير مماثل، وهو شهر تميز بالعبادة، صيامه فريضة، وقيامه شعيرة، موسم الرحمة والغفران، والفوز بالدرجات العلى والرضوان، وقد غمرنا بنفحاته الزكية، ولياليه المباركة، وأيامه البهية، وهي أيام قليل عددها، كثير خيرها، وصفها ربنا عز وجل بقوله:( أياما معدودات).
فطوبى لمن استقبله استقبال المدرك لقيمته، الحريص على اغتنامه، قال الله عز وجل:( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
عباد الله: إن فضل الصيام عظيم، وقدره كبير، فقد رفع الله تعالى شأن الصائمين، وخصهم بباب في جنة النعيم، لا يدخل منه غيرهم يوم الدين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد».
وخص الله عز وجل الصيام بالفضل، ووعد عليه بعظيم الأجر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به». والصائمون موعودون بتكفير السيئات، ومغفرة الذنوب والزلات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». أي : من فعل ذلك إيمانا بفرضية صيام رمضان، وطلبا للمغفرة فيه من الرحمن؛ نال الرحمة والغفران، فيا فوز من استحضر نيته، وأخلص لله صيامه، واستوفى شروطه وفرائضه، فكان من الفائزين الأبرار.
أيها الصائمون: إن للصيام سننا وآدابا جليلة تجدر مراعاتها، منها: حفظ اللسان والجوارح عن اللغو والآثام، والتزام أجمل الأخلاق في الأقوال والأفعال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». وقال صلى الله عليه وسلم مؤكدا على ذلك:« إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم». فما أجمل أن يصوم المرء ويصوم معه سمعه وبصره ولسانه وجميع جوارحه، ويصلح ما بينه وبين الخلق، فتكون مخالطته لهم تعاونا على البر والتقوى، والتزاما بالخلق الجميل قولا وعملا، ويكون في حديثه صادقا، وفي معاملاته أمينا، وفي عمله متقنا، وفي مواقفه معتدلا متسامحا.
أيها المسلمون: رمضان شهر القرآن الكريم، قال تعالى:( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان). يتلوه المسلم بتدبر وخشوع، فتفيض عليه معاني الآيات، بما فيها من عبر وعظات، فتأنس نفس المؤمن، وتسكن روحه، قال سبحانه:( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على تعاهد القرآن الكريم وقراءته، وخاصة في رمضان، فيقول:« الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب منعته الطعام، والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان». فيا بشرى من كان للقرآن تاليا، ولمعانيه متدبرا، وبأوامره عاملا. ومن ذلك أيضا: كثرة الدعاء، والتوجه إلى الله تعالى بالرجاء، قال سبحانه:( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون). والصائم قريب من الله تعالى، مستجاب الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم».
فهنيئا لمن أكثر من الدعاء لنفسه وأهله ووطنه والحاكم، وعود لسانه على الاستغفار، وذكر الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار، قال سبحانه :( واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار).
وإطعام الطعام، وإفطار أهل الصيام، من أبواب الخير التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، ووعد فاعلها بالأجر الجزيل، والثواب العظيم، فقال صلى الله عليه وسلم :« من فطر صائما كان له مثل أجرهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيء».
وكثرة الصدقة والإنفاق والإحسان من وجوه الخير في رمضان، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.
فاللهم تقبل صيامنا وقيامنا، وصالحات أعمالنا، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.   

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن من صفات المؤمنين الأبرار الاستعفاف، والتنزه عما في أيدي الناس، فالمؤمن شاكر لأنعم الله، راض بما أعطي، قانع بما قسم له، وقد حثنا ديننا الحنيف على هذه الأخلاق الكريمة، والقيم الرفيعة، فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:« جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وعش ما شئت فإنك ميت، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس». وقال النبي صلى الله عليه وسلم:« من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله».
وقد حث الإسلام على اكتساب الرزق والعمل، ليعف المرء نفسه، ويقوم بحوائج أهله، فلا يسأل أحدا، لأن التسول يسيء إلى الفرد والمجتمع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« لأن يأخذ أحدكم أحبلا، فيأخذ حزمة من حطب، فيبيع، فيكف الله به وجهه، خير من أن يسأل الناس، أعطي أم منع». ولنعلم أن التسول ممنوع، فلنتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عنهم.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا». وقال صلى الله عليه وسلم:« لا يرد القضاء إلا الدعاء».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم وفقنا لاغتنام رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، واجعلنا فيه من الفائزين المقبولين يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اللهم إنا نسألك المغفرة والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين.
عباد الله:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).

الجمعة، 3 أبريل 2015

خطبة يوم الجمعة مكتوبة اليوم 3-4-2014

خطبة يوم الجمعة عن نعمة الصحة  , خطبة يوم الجمعة مكتوبة مختصرة , دعاء خطبة يوم الجمعة , خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ السديس , خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ محمد حسان ,  خطبة الجمعة مكتوبة pdf , خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة جدا

خطبة يوم الجمعة مكتوبة اليوم 3/4/2014
الخطبة الأولى
الحمد لله العزيز الوهاب، ذي الإحسان والكرم، مجزل العطاء والنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون).
أيها المسلمون: إن نعم الله علينا كثيرة، وأفضاله عميمة، قال جل ثناؤه:( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة). فلو أراد الإنسان أن يعدها ما استطاع، قال تعالى:( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم). وإن من أجل هذه النعم وأعظمها نعمة الصحة والعافية، فهي هبة من الله كريمة، ومنحة منه عظيمة، والمحافظة عليها مقصد عظيم من مقاصد الشريعة، ووصية جليلة من الوصايا النبوية الشريفة، قال  صلى الله عليه وسلم:« سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية». وذلك لأن صلاح الإنسان لا يتم إلا باليقين والعافية، فاليقين يدفع عن المؤمن ما يضر بدينه، والعافية تدفع عنه ما يضر بقلبه وبدنه من الأمراض والآفات. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من سؤال ربه الصحة والعافية فيقول:« اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت». يعيدها ثلاثا حين يصبح، وثلاثا حين يمسي. وقال صلى الله عليه وسلم:« نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ». كيف لا وبالصحة يعيش الإنسان سعيدا، ويحيا عزيزا حميدا، وبها يسعى لطاعة ربه، وينفع نفسه وأهله، ويخدم مجتمعه ووطنه، فيجمع الخير من أطرافه، وإنما تبنى الحضارات بالسواعد الصحيحة الفتية، والأجسام السليمة القوية.
عباد الله: لقد اعتنى الإسلام بالصحة عناية عظيمة، وأولاها رعاية كريمة، ووضع لها القواعد الحكيمة، فحث على النظافة والطهارة، لما في ذلك من السلامة، قال الله تعالى:( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« الطهور شطر الإيمان». وجاء التأكيد على ذلك في أمور كثيرة، ففي طهارة الثياب يقول الله سبحانه:( وثيابك فطهر). وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتنظيف البيوت فقال:« طهروا أفنيتكم». لما في ذلك كله من الوقاية من الأمراض والأدواء، كما حث صلى الله عليه وسلم على نظافة اليدين وغسلهما بعد الطعام وقبل النوم فقال:« من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه» والغمر هو رائحة اللحم ودسومته، وذلك لدفع ضرر الحشرات المؤذية التي تنجذب لرائحة الطعام فتؤذي الإنسان.
ولقد علمنا الإسلام الطرق الوقائية لاجتناب الأمراض، فحث النبي صلى الله عليه وسلم على تغطية أواني الطعام والشراب لئلا تتلوث، فقال:« غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الباب». لأن الآنية المكشوفة عرضة للأتربة والجراثيم.
أيها المصلون: ومن وسائل حفظ الصحة إعطاء النفس حقها، واجتناب الإفراط والتفريط، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إنهاكها وإرهاقها، فعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين، فقال:« ما هذا؟». قالوا: لزينب تصلي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، فقال:« حلوه، ليصل أحدكم نشاطه -أي: مدة نشاطه وقوته- فإذا كسل أو فتر فليقعد».
كما أشار القرآن الكريم في غير موضع إلى اختيار الطيب من الطعام والشراب، فقال عز وجل:( يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات). وأرشدنا إلى الأسلوب الصحي الأمثل بالاعتدال في المطعم والمشرب؛ قال الله جل وعلا:( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين). وقال النبي صلى الله عليه وسلم:« بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».
ومما أمر به الإسلام التداوي والعلاج، لطرد الأمراض والأسقام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« تداووا عباد الله، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء». وأمر صلى الله عليه وسلم باجتناب أسباب انتقال الأمراض المعدية، فقال صلى الله عليه وسلم:« إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها». وقال صلى الله عليه وسلم أيضا:« لا يوردن ممرض على مصح».
عباد الله: إن أسباب المحافظة على الصحة كثيرة، ومن أعظمها حفظ الاستقرار في الأوطان، واجتناب الفتن والنزاع، فبالاستقرار يحفظ الإنسان في بدنه، وينعم بصحته وعافيته، ويسلم من الشرور والأضرار، وبذهاب الاستقرار تستهدف الأبدان، وتسفك الدماء، وتكثر الحروب والأمراض، وتتفشى المجاعات المهلكة، والأوبئة الفتاكة، التي تحصد آلاف الأرواح، وقد قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قول الله تعالى:( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) فقال: النعيم هو الأمن والصحة.
فاللهم ارزقنا الصحة في الأبدان، والنعيم في الأوطان، وأعنا على شكر ذلك بالإحسان، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن الصحة أمانة سنسأل عنها يوم القيامة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه». فهنيئا لمن حفظ الأمانة، واتبع سبيل السلامة، واغتنم صحته في كل نافع ومفيد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه:« اغتنم خمسا قبل خمس». وذكر منها:« وصحتك قبل سقمك». وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: خذ من صحتك لمرضك.
فما أجمل أن يغتنم الإنسان نعمة الصحة، فينفق ويتصدق، ويبذل المعروف، ويفعل الخير، ويحسن إلى نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه وقيادته، فإن ذلك من أفضل الأعمال وأعظم القربات، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ فقال:« أن تتصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى».
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى:( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا». وقال صلى الله عليه وسلم:« لا يرد القضاء إلا الدعاء».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم عافنا في أبداننا وأسماعنا وأبصارنا، وارزقنا العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة يا أكرم الأكرمين.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اللهم إنا نسألك المغفرة والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم احفظ دولة الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها الأمن والأمان يا رب العالمين.
عباد الله:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).


الجمعة، 27 مارس 2015

, خطبة يوم الجمعة مكتوبة مختصرة , دعاء خطبة يوم الجمعة , خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ السديس , خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ محمد حسان , خطبة الجمعة مكتوبة pdf , خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة جدا

خطبة يوم الجمعة عن

أهميةُ الاستقرارِ
  , خطبة يوم الجمعة مكتوبة مختصرة , دعاء خطبة يوم الجمعة , خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ السديس , خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ محمد حسان ,  خطبة الجمعة مكتوبة pdf , خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة جدا

خطبة يوم الجمعة مكتوبة اليوم 19/9/2014




الجمعة:7جمادى الآخرة 1436ه

الموافق: 27/3/ 2015م
أهميةُ الاستقرارِ
الْخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين، أمرَ بالاستقرارِ، ونَهَى عَنِ الشرِّ والإضرارِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ كمَا ينبغِي لجلالِ وجهِهِ وعظيمِ سلطانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَخلِيلُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)([1]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إنَّ مِنْ محاسنِ شريعتِنَا الغراءِ أنَّهَا جاءَتْ لتحقيقِ المقاصدِ العظيمةِ، وترسيخِ الغاياتِ الجليلةِ، وبناءِ الحياةِ السعيدةِ الكريمةِ، التِي أساسُهَا الإيمانُ والهدَى، والإحسانُ والتُّقَى، وقوامُهَا الاستقرارُ، وسياجُهَا التآلفُ والوئامُ، ودعائِمُهَا الوحدةُ والاجتماعُ والاعتصامُ، وركائزُهَا التقدمُ والتطورُ والازدهارُ، فهِيَ شريعةٌ كاملةٌ متكاملةُ، تشتمِلُ علَى المحاسنِ والفضائلِ، وتحققُ المصالِحَ، وتدرَءُ المفاسدَ، قالَ اللهُ تعالَى:( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً)([2]). أيْ: صدقًا فِي أخبارِهِ، وعدلاً فِي أوامرِهِ وأحكامِهِ، فَكُلُّ مَا أَخْبَرَ بِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَكُلُّ مَا أَمَرَ بِهِ فَهُوَ عدلٌ، وَكُلُّ مَا نَهَى عَنْهُ فهُوَ شرٌّ، فَإِنَّهُ لَا يَنْهَى إِلاَّ عَنْ مَفْسَدةٍ ومضرَّةٍ([3]). ويقولُ النبيُّ r تأكيدًا علَى هذَا المعنَى:« إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ»([4]).
ومِنْ صُورِ ذلكَ ومظاهرِهِ أنَّ الإسلامَ أرْسَى مبادئَ السِّلْمِ والتعايُشِ، وحثَّ علَى أسبابِهِ، ونَهَى عَنْ مهدِّداتِهِ، وأمَرَ بالتصَدِّي لِمَنْ يُخِلُّ بِهِ، صونًا للأنفُسِ والأعراضِ، وحمايةً للمجتمعاتِ والأوطانِ، وحفظًا للمكتسباتِ والممتلكاتِ، وإبقاءً لعجلةِ التطورِ والنماءِ، ودفعًا للفتنِ والشرورِ.
وقدْ أعلَى الإسلامُ قيمةَ الاستقرارِ والسلامِ، وجعلهَا مصلحةُ عُليَا، فتحيةُ المسلمينَ فِي الدنيَا وَالآخرةِ السلامُ، قالَ تعالَى:( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا)([5]). ومَا ذلكَ إلاَّ لأهميةِ هذهِ المصلحةِ العُلْيَا وعِظَمِ شأنِهَا.
عِبَادَ اللهِ: لقدْ أمرَ اللهُ سبحانَهُ بإعدادِ القوةِ لحراسةِ السلامِ وحفظِ الاستقرارِ، فقالَ تعالَى:( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)([6]). كما أمرَ بأخذِ الحذرِ والحيطةِ منعًا لكلِّ مَا يُهددُ هذهِ المصلحةَ العليَا، فقال سبحانه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ)([7]). وأمرَ بالاجتماعِ والالتفافِ حولَ الحاكمِ لتحقيقِ هذهِ الغايةِ النبيلةِ، فقال جل شأنه:( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)([8]). وقرر النبي r ذلك بأوضحِ عبارةٍ وأبلغِ أسلوبٍ فقال:« إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ»([9]). ومعنى الحديثِ أن الحاكمَ مثلُ الدرعِ الساترِ لرعيتِهِ؛ يمنعُهُمْ من العدوِ، ويمنعُ بعضَهم من بعضٍ، ويُقاتَلُ معَهُ ضدَّ كلِّ باغٍ ومفسدٍ، لما فِي ذلكَ منْ صلاحٍ شؤونِ الناسِ، واستقامةِ أحوالِهِمْ، وذلك موضعُ إجماعِ العلماءِ، وتوافُقِ العقلاءِ، وهو أمرٌ أكدتْهُ الشرائعُ الإلهيةُ، والقوانينُ الأرضيةُ، وإلاَّ طغَى الأقوياءُ على الضعفاءِ، وتطاولَ البغاةُ علَى الأبرياءِ([10]).
أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: لقد حثَّ الإسلامُ على لزومِ الحكمةِ في الأمورِ كلها، ومنِ الحكمةِ وضعُ الأشياءِ في مواضعها اللائقة بها([11]). فأمرَ بالرفق واللين في موضعِهِ المناسبِ، وأمر بالشدة والحزم في الموضع الذي لا يناسبه إلا ذلك، وأجازَ الدفاعَ عن النفسِ ونجدةِ الغيرِ ضد البغي والعدوان، واستعمالَ الحزمِ لحفظ الأمن والاستقرار إن اقتضى الأمر ذلك، قال الله تعالى:( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)([12]). وقال جل وعلا:( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ)([13]). أي يتصدون للظالم، ويوقفونه عند حده، كفًّا لشرِّهِ ودفعًا لفسادِهِ، فإن الحِلمَ والتغاضِي عن الضعيفِ محمودٌ، وعن الباغي المكابر مذمومٌ؛ لأنه إعانةٌ له على الاستمرارِ في الظلم والبغي والعدوان([14]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لقد كان تحقيق الاستقرار من أولويات رسول اللهr  فكان r يحرص على نشر السلام والتعايش، وإرساء دعائمه في المجتمع ، ومنع الاعتداء والبغي بمختلف صوره وأشكاله، فكان يستعمل اللين في موضعه، ويستعمل الحزم والردع في موضعه، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن نفرًا قدموا على النبي r فمرضوا، فَأَمَرَهُمْ النبي r أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، ففعلوا، فشُفوا، ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم، وحملوا الإبل معهم، فَبَعَثَ النبي r فِي آثَارِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ، فأقامَ عليهم النبي r الحدَّ([15]). وذلك لعظم جنايتهم على الخلق، وشدة خطرهم على المجتمع واستقراره، كما حرص الصحابة رضي الله عنهم على حفظ التعايش والاستقرار اقتداء بالنبي r فاستعملوا الرفق تارة والحزم تارة أخرى.
وعندما تمرد بعض الناس في زمن علي رضي الله عنه، نصحهم بالحسنى، وأمهلهم لعلهم يرجعون إلى صوابهم، ويثوبون إلى رشدهم، فلم يستجيبوا، بل أصروا وتمادوا، وسَفَكُوا الدماء المحرَّمة، وأغاروا على الأموال المعصومة، وقَطَعُوا السَّبِيلَ، وهددوا حياة الناس واستقرارهم، فقام لهم علي رضي الله عنه، وتصدى لخطرهم بالحزم والقوة، ووقف معه الصحابة رضي الله عنهم على قلب رجل واحد، حتى أبطلوا هذا الشر([16]).
فاللهم احفظنا من الفتن والشُّرور، وجنِّبنا كل كيد ومكر وسوء، وَوَفِّقْنَا اللهمَّ جَمِيعًا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ, عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)([17]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَاعْلَمُوا أن الاستقرار مصلحة عليا وضرورة كبرى يجدر بكل عاقل المحافظة عليها، فبها يأمن الناس على حياتهم، ويقومون على مصالحهم، ويبنون حاضرهم ويستشرفون مستقبلهم، فيستنير واقعهم، وتزدهر حضارتهم، وبذهابِ الاستقرار تحل النكباتُ والمآسي، ولذلك يقول النبي rمَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»([18]).
وإن قيادتنا الرشيدة لم تدخر وسعا لتحقيق هذه المصلحة العليا على الصعيد الداخلي والخارجي، والتعاون مع الإخوة والأشقاء لإرساء دعائم الحق، ودفع كل بغي وتهديد وإفساد، امتثالا لقول الحقِّ جل وعلا:( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى)([19]). وقول النبيr يَدُ اللَّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ»([20]).
فبارك الله في قيادتنا، وأعزَّ دولتَنَا، وحفظَ جنودَنَا، وحمَى شعبَنَا وإخوتنا من كل سوءٍ ومكروهٍ، وكفَّ بأسَ كلِّ طامعٍ وحاقدٍ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([21]). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً»([22]). وَقَالَ rلاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ»([23]).
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابِةِ الأَكْرَمِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَيْنَا وحدتَنَا واجتماعَنَا، واحفظْ استقرارَنَا وازدهارَنَا، ووفِّقْ وُلاةَ أمرِنَا لكلِّ خيرٍ وسدادٍ، واحفظْ جنودَنَا بحفظِكَ، وكُنْ لَهم خيرَ مُعينٍ ونصيرٍ يا أكرم الأكرمين.
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ مَيِّتًا إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ لَنَا وَلِوَالدينَا، وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا، وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا رَئِيسَ الدَّوْلَةِ، الشَّيْخ خليفة بن زايد، وَأَدِمْ عَلَيْهِ مَوْفُورَ الصِّحْةِ وَالْعَافِيَةِ، وَاجْعَلْهُ يَا رَبَّنَا فِي حِفْظِكَ وَعِنَايَتِكَ، وَوَفِّقِ اللَّهُمَّ نَائِبَهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخ زَايِد، وَالشَّيْخ مَكْتُوم، وَشُيُوخَ الإِمَارَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ، وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلاَ تَدَعْ فِيْنَا وَلاَ مَعَنَا شَقِيًّا وَلاَ مَحْرُوْمًا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ دَوْلَةَ الإِمَارَاتِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَدِمْ عَلَيْهَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ([24]).
عِبَادَ اللَّهِ:( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([25])
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)([26]).


([1]) آل عمران: 200.
([2]) الأنعام : 115.
([3]) ابن كثير : 3/322.
([4]) مسلم : 1844.
([5]) الأحزاب : 44.
([6]) الأنفال : 60.
([7]) النساء : 71.
([8]) آل عمران : 103.
([9]) متفق عليه.
([10]) التوضيح لشرح الجامع الصحيح : 18/68 و69.
([11]) الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة: ص 73.
([12]) البقرة : 194.
([13]) البقرة : 194.
([14]) تفسير أبي السعود : 8/ 34.
([15]) متفق عليه.
([16]) القصة في الصحيحين وغيرهما.
([17]) النساء: 59.
([18]) الترمذي : 2346 وابن ماجه : 4141.
([19]) المائدة: 2.
([20]) الترمذي : 2166.
([21]) الأحزاب : 56 .
([22]) مسلم : 384 .
([23]) الترمذي : 2139 .
([24]) يكررها الخطيب مرتين.
([25]) النحل : 90 .
([26]) العنكبوت : 45 .               - من مسؤولية الخطيب :
1. الحضور إلى الجامع مبكرًا .          2. أن يكون حجم ورقة الخطبة صغيراً ( ).
3. مسك العصا .                   4. أن يكون المؤذن ملتزمًا بالزي، ومستعدا لإلقاء الخطبة كبديل، وإبداء الملاحظات على الخطيب إن وجدت.
5. التأكد من عمل السماعات الداخلية اللاقطة للأذان الموحد وأنها تعمل بشكل جيد أثناء الخطبة.
6. التأكد من وجود كتاب خطب الجمعة في مكان بارز (على الحامل).
7. منع التسول في المسجد منعاً باتًّا، وللإبلاغ عن المتسول يرجى الاتصال برقم ( 26 26 800) أو رقم (999) أو إرسال رسالة نصية على رقم (2828).
- لطفًا : من يرغب أن يكتب خطبة فليرسلها مشكورا على فاكس 026211850 أو يرسلها على إيميل Alsaeed.Ibrahim@awqaf.ae
- أضيفت خدمة جديدة لتطوير خطبة الجمعة على موقع الهيئة       www.awqaf.ae
وذلك من خلال اقتراح عناوين جديدة أو إثراء للعناوين المعتمدة أو إبداء الرأي في الخطب التي ألقيت.
الرؤية: هيئة رائدة في توعية المجتمع وتنميته وفق تعاليم الإسلام السمحة التي تدرك الواقع وتتفهم المستقبل.
الرسالة: تنمية الوعي الديني ورعاية المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتنظيم شؤون الحج والعمرة واستثمار الوقف خدمة للمجتمع.
- مركز الفتوى الرسمي بالدولة  باللغات (العربية ، والإنجليزية ، والأوردو)
للإجابة على الأسئلة الشرعية وقسم الرد على النساء         22 24  800
من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء عدا أيام العطل الرسمية
- خدمة الفتوى عبر الرسائل النصية sms على الرقم         2535